Ads 468x60px

شارك لاصدقائك ع مواقع التواصل

الأربعاء، 11 سبتمبر 2013

لماذا اكتظّت الكنائس بالمصلّين عقب الاعتداءات عليها وحرقها؟! معنىً جديد للكنيسة...

لماذا اكتظّت الكنائس بالمصلّين عقب الاعتداءات عليها وحرقها؟!

 
صورة: ‏لماذا اكتظّت الكنائس بالمصلّين عقب الاعتداءات عليها وحرقها؟!

معنىً جديد للكنيسة...

مقال جديد لنيافة الحبر الجليل الانبا مكاريوس

«وكانَ الجَمعُ جالِسًا حَوْلهُ... ثُمَّ نَظَرَ حَوْلهُ... وقالَ: "ها أُمّي وإخوَتي، لأنَّ مَنْ يَصنَعُ مَشيئَةَ اللهِ هو أخي وأُختي وأُمّي".»

(مرقس 3: 32،34،35).

ملفتٌ للنظر توافد الناس بقوة – أفرادًا وجماعات من جميع الأعمار – على الكنيسة عقب احتراقها على أيدي مسلمين متشدِّدين يوم الأربعاء 14 أغسطس! لقد صلّى معنا اليوم الخميس قرابة المئة شمّاس أكثر من نصفهم من الأطفال الصغار، فقد حرص الآباء والأمهات على اصطحاب أطفالهم ليحيوا هذه الخبرة النادرة، وفي المقابل اُضطُرّ آباء وامهات آخرين إلى المجيء بسبب إصرار أطفالهم على الذهاب إلى الكنيسة حتى لا يتركوهم وحدهم، عدد الآباء والأمهات الذين عادوا إلى الكنيسة ممن شغلتهم أمور الحياة كثير جدًا، هكذا يقول الكتاب عن شعب الله: «ولكن بحَسبِما أذَلّوهُم هكذا نَمَوْا وامتَدّوا». (خروج 1: 12).

الكنيسة اليوم لم تكن كنيسة بالمعنى المعماري التقليدي، ولكنها كانت أسقف وكهنة والشعب ملتفٌّ حولهم، بلا مقاعد ولا وسائد أو حصر، وهكذا ظلّ المصلّون واقفين طوال القداس وهو الأمر الذي لا يحدث عادة، إذ يجلس أكثر الناس أغلب الوقت في القداس في الظروف العادية. بل رأيت اليوم علامات البهجة واضحة جدًا على وجوه الناس، مظهر هو خليط بين الفرح والفخر والتحدّي، ومشاعر تجمع ما بين التوبة والشكر.

أدرك الأقباط أكثر من ذي قبل أن الكنيسة هي بالفعل بيتهم الحقيقي، ليس فقط بسبب أن جميع البيوت مهدَّدة بالتدمير ومن ثَمّ راحوا يتنقّلون بين بيت وآخر، ولكن تلك البيوت هي في الواقع وفي النهاية هي بيوت للبشر، مصنوعة من الطين والخشب، ولكن الكنيسة – وفي هذا اليوم تحديدًا – لم تكن من خشب ولا حجارة وإنما من مسيح اجتمعنا حوله، فهو البيت وهو صاحب البيت، هو الإله ومعه البشر، الخالق وحوله خليقته، والكنيسة هي البيت (بي إي pi`hi = البِيعَة) وما عداه فهو غربة ومساكن تزول. وإذا كانت الكنيسة هي السماء على الأرض، فإن السماء ظهرت بأكثر جلاء اليوم حيث لا عُمُد ولا جدران ولا غطاء.

شعرنا جميعًا أن الله ينظر إلينا مبتسماً بحنوّ وعتاب رقيق قائلاً: « أيَّ بَيتٍ تبنونَ لي؟ يقولُ الرَّبُّ، وأيٌّ هو مَكانُ راحَتي؟... لكن العَليَّ لا يَسكُنُ في هَياكِلَ مَصنوعاتِ الأيادي... السماءُ كُرسيٌّ لي، والأرضُ مَوْطِئٌ لقَدَمَيَّ» (أعمال 7: 49، 48).

يعيد الكثيرون التفكير الآن في الكنيسة: ممّا تُبنَى؟ وكم يُنفَق عليها؟ وأين يكمن جمالها الحقيقي؟ لعلّ هذه الخبرة تعلّمنا ألاّ نبالغ في مظهر الكنائس فلا يجتذب أنظارنا فيها سوى المسيح فقط.

الانبا مكاريوس

اسقف عام المنيا وابوقرقاص

23/8/2013‏

معنىً جديد للكنيسة...


مقال جديد لنيافة الحبر الجليل الانبا مكاريوس

«وكانَ الجَمعُ جالِسًا حَوْلهُ... ثُمَّ نَظَرَ حَوْلهُ... وقالَ: "ها أُمّي وإخوَتي، لأنَّ مَنْ يَصنَعُ مَشيئَةَ اللهِ هو أخي وأُختي وأُمّي".»

(مرقس 3: 32،34،35).

ملفتٌ للنظر توافد الناس بقوة – أفرادًا وجماعات من جميع الأعمار – على الكنيسة عقب احتراقها على أيدي مسلمين متشدِّدين يوم الأربعاء 14 أغسطس! لقد صلّى معنا اليوم الخميس قرابة المئة شمّاس أكثر من نصفهم من الأطفال الصغار، فقد حرص الآباء والأمهات على اصطحاب أطفالهم ليحيوا هذه الخبرة النادرة، وفي المقابل اُضطُرّ آباء وامهات آخرين إلى المجيء بسبب إصرار أطفالهم على الذهاب إلى الكنيسة حتى لا يتركوهم وحدهم، عدد الآباء والأمهات الذين عادوا إلى الكنيسة ممن شغلتهم أمور الحياة كثير جدًا، هكذا يقول الكتاب عن شعب الله: «ولكن بحَسبِما أذَلّوهُم هكذا نَمَوْا وامتَدّوا». (خروج 1: 12).

الكنيسة اليوم لم تكن كنيسة بالمعنى المعماري التقليدي، ولكنها كانت أسقف وكهنة والشعب ملتفٌّ حولهم، بلا مقاعد ولا وسائد أو حصر، وهكذا ظلّ المصلّون واقفين طوال القداس وهو الأمر الذي لا يحدث عادة، إذ يجلس أكثر الناس أغلب الوقت في القداس في الظروف العادية. بل رأيت اليوم علامات البهجة واضحة جدًا على وجوه الناس، مظهر هو خليط بين الفرح والفخر والتحدّي، ومشاعر تجمع ما بين التوبة والشكر.

أدرك الأقباط أكثر من ذي قبل أن الكنيسة هي بالفعل بيتهم الحقيقي، ليس فقط بسبب أن جميع البيوت مهدَّدة بالتدمير ومن ثَمّ راحوا يتنقّلون بين بيت وآخر، ولكن تلك البيوت هي في الواقع وفي النهاية هي بيوت للبشر، مصنوعة من الطين والخشب، ولكن الكنيسة – وفي هذا اليوم تحديدًا – لم تكن من خشب ولا حجارة وإنما من مسيح اجتمعنا حوله، فهو البيت وهو صاحب البيت، هو الإله ومعه البشر، الخالق وحوله خليقته، والكنيسة هي البيت (بي إي pi`hi = البِيعَة) وما عداه فهو غربة ومساكن تزول. وإذا كانت الكنيسة هي السماء على الأرض، فإن السماء ظهرت بأكثر جلاء اليوم حيث لا عُمُد ولا جدران ولا غطاء.

شعرنا جميعًا أن الله ينظر إلينا مبتسماً بحنوّ وعتاب رقيق قائلاً: « أيَّ بَيتٍ تبنونَ لي؟ يقولُ الرَّبُّ، وأيٌّ هو مَكانُ راحَتي؟... لكن العَليَّ لا يَسكُنُ في هَياكِلَ مَصنوعاتِ الأيادي... السماءُ كُرسيٌّ لي، والأرضُ مَوْطِئٌ لقَدَمَيَّ» (أعمال 7: 49، 48).

يعيد الكثيرون التفكير الآن في الكنيسة: ممّا تُبنَى؟ وكم يُنفَق عليها؟ وأين يكمن جمالها الحقيقي؟ لعلّ هذه الخبرة تعلّمنا ألاّ نبالغ في مظهر الكنائس فلا يجتذب أنظارنا فيها سوى المسيح فقط.

الانبا مكاريوس

اسقف عام المنيا وابوقرقاص

23/8/2013

0 التعليقات:

إرسال تعليق