Ads 468x60px

شارك لاصدقائك ع مواقع التواصل

الأربعاء، 15 مارس 2017

السادات والبابا شنودة.. صراع سياسي بدأ من الخانكة

السادات والبابا شنودة.. صراع سياسي بدأ من الخانكة

السادات والبابا شنودة.. صراع سياسي بدأ من الخانكة


السادات والبابا شنودة.. صراع سياسي بدأ من الخانكة
بدأت العلاقة بين البابا شنودة الثالث والرئيس محمد أنور السادات طيبة وبها إعجاب متبادل واحترام ومودة، حتى بدأ الصدام المباشر بين البابا والرئيس، فوقع أول صدام بينهما في عام 1972 في حادث الخانكة الطائفي، وانتهي بقرارات سبتمبر الشهيرة عندما أصدر الرئيس أنور السادات قرارًا بسحب تعيين البابا شنودة والتحفظ عليه بالدير.

علاقات المودة
كانت هناك ثمة علاقة قديمة تربط بين السادات ونظير جيد "قبل انخراط البابا شنودة في سلك الرهبنة"، ترجع إلى عام 1953، عندما عملا سويا بجريدة الجمهورية، وبحسب شهادة الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، في كتابه "خريف الغضب"، فإن السادات كان يتابع عملية اختيارالبابا الجديد ويتابع كافة المرشحين للمنصب البابوي في منزله بالجيزة، وبحضور ممدوح سالم وزير الداخلية.

وأظهر السادات انحيازًا نحو اختيار الأنبا شنودة أسقف التعليم للفوز بمنصب البطريرك.

بداية الصدام
سرعان ما انتهى شهر العسل بين البابا والرئيس، وكانت أحداث الخانكة عام 1972 هى الشرارة في إشعال الصدام بينهما، عندما أقام الأقباط بالخانكة شعائر الصلاة في مقر دار الكتاب المقدس، مما دفع المئات من المتشددين الذين كان السادات يرعاهم في ذلك الوقت، إلى حرق المقر والاعتداء على الأقباط، فما كان من البابا إلا أن تحدى الرئيس وأصدر أوامره لعدد من الأساقفة بترأس موكب ضخم من القساوسة لإقامة صلوات القداس الإلهي بين الحطام، وعليه قرر السادات بدء المواجهة مع البابا شنودة.

الاحتجاج البابوي
في يناير عام 1977، عقد البابا شنودة مؤتمر بقيادته للاحتجاج على أوضاع المسيحيين المتردية في ظل حكم السادات، وهيمنة التيارات الإسلامية بقوة على الأوضاع في مصر، والاعتداء جهارا نهارا على الأقباط، وصدر البيان الأول عنه بأن الأقباط يمثلون "أقدم وأعرق سلالة" في الشعب المصري، ثم تعرض المؤتمر لحرية العقيدة الدينية، وممارسة الشعائر الدينية، وحماية الأسرة والزواج المسيحي والمساواة وتكافؤ الفرص، وتمثيل المسيحيين في الهيئات النيابية، والتحذير من الاتجاهات المتطرفة، وأصدر بيانا طالب فيه بإلغاء مشروع الردة، واستبعاد التفكير في تطبيق الشريعة الإسلامية على غير المسلمين، وكانت التوصيات التنفيذية هي أخطر ما جاء في البيان، حيث طالب الأقباط بالصوم الانقطاعي لثلاثة أيام "من 31 يناير إلى 2 فبراير 1977"، وذلك للفت النظر إلى مطالبهم.

القطيعة
كانت القطيعة الحقيقية بين "شنودة والسادات" عندما طلب الرئيس من البابا إرسال وفود من الأقباط للقدس، في إطار جهود السادات لتفعيل معاهدة كامب ديفيد، ولكن البابا رفض إرسال أي وفود، الأمر الذي أثار حنق وغضب السادات على البابا شنودة.

ومنذ هذه اللحظة بدأ السادات يشعر بأن البابا يقود الأقباط وكأنه زعيم سياسي، وليس رجل دين، واعتبر هذه المسيرة غير المسبوقة تحديا مسيحيا وتمردا علنيا على حكمه.

الصدام الوشيك
عندما زار السادات الولايات المتحدة الأمريكية، عقب توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، ونظمت الهيئة القبطية الأمريكية، بقيادة شوقي كاراس ومنير داود، مظاهرة مناهضة لـ "السادات"، ورفعوا فيها لافتات تصف حال الأقباط بالاضطهاد، نسبة إلى عدد من الخلافات بين الأقباط والمسلمين، وطلب السادات من معاونيه أن يتصلوا بالبابا ليوقف هذه المظاهرات، وعندما حدث هذا ظن السادات أن البابا شنودة يتحداه، وبناءً عليه أصدرت أجهزة الأمن قرارًا للبابا بأن يتوقف عن إلقاء عظته الأسبوعية، الأمر الذي رفضه البابا، ثم قرر تصعيد الأمر إلى أن يصدر قرار بعدم الاحتفال بالعيد في الكنيسة، وعدم استقبال المسئولين الرسميين الذين يفدون للتهنئة، وقال إن هذا التصعيد جاء "احتجاجا على اضطهاد الأقباط في مصر"، وكانت هذه هى المرة الوحيدة التي يقر فيه البابا علانية بوجود اضطهاد للأقباط، وأصبحت القطيعة بين السادات والبابا هي عنوان المشهد.

العزل
في سبتمبر 1981، أصدر السادات قرارا جمهوريا بإلغاء بالموافقة على انتخاب البابا شنودة الثالث بطريركا، وتم عزله وتعيين لجنة خماسية لإدارة الكنيسة، ولم يكن مصير البابا الاعتقال وإنما كان تحديد الإقامة الجبرية في الدير بوادي النطرون.
هذا الخبر منقول من : الدستور

0 التعليقات:

إرسال تعليق