سنكسار قداس الأثنين, 9 أكتوبر 2017 --- 29 توت 1734 #القراءات_اليومية
اليوم 29 من الشهر المبارك توت, أحسن الله انقضاؤة ، وأعاده علينا وعليكم، ونحن في هدوء واطمئنان، مغفوري الخطايا والآثام، من قِبَل مراحم الرب، يا آبائي وأخوتي.
29- اليوم التاسع والعشرين - شهر توت
تذكار الأعياد السيدية الكبرى (البشارة والميلاد والقيامة)
الأعياد السيدية الكبرى : إذا وقع التاسع والعشرون من الشهر القبطي يوم أحد تقرأ فصول 29 من برمهات تذكار البشارة فيما عدا 29 من طوبه وأمشير
استشهاد القديسة أربسيما العذراء ومن معها
في مثل هذا اليوم استشهدت القديسات العذارى أربسيما وغاثا وأخواتهما اللواتي كن معهما ، أيام الملك دقلديانوس وذلك أنه هذا الطاغية أراد أن يتزوج من أجمل صبية فأرسل المصورين إلى جميع الأصقاع ، وأمرهم أن يصوروا له أجمل فتاة يقع نظرهم عليها ثم يوصفونها له وصفا دقيقا ، فلما وصلوا إلى نواحي رومية ، دخلوا ديرا للعذارى ، فوجدوا هذه القديسة أربسيما ، ولم يكن من يماثلها في الجمال فأخذوا صورتها وأرسلوها إلى الملك ففرح بها ، وأرسل يدعو الملوك والرؤساء إلى الاحتفال بالعرس ، فلما علمت أربسيما وبقية العذارى بذلك بكين وخرجن من الدير وهن يتوسلن إلى السيد المسيح أن يعينهن ويحفظ بتوليتهن ، ثم هجرن الدير وأتين إلى بلاد أرمينية في ولاية تريداته وأقمن داخل معصرة في أحد البساتين الخربة وكن يحصلن على قوتهن بمشقة عظمية بواسطة واحدة منهن تصنع الزجاج وتبيعه ويقتتن بثمنه . ولما طلب دقلديانوس أربسيما لم يجدها ، وسمع أنها في بلاد أرمينية . فأرسل إلى تريداته الوالي يعرفه بقصتها لكي يحتفظ بها ، فلما عرف العذارى ذلك تركن مأواهن واختفين في المدينة . فدل بعضهم عليهن . فأمر تريداته بإحضار أربسيما . وإذ لم ترد اختطفوها وآتوا بها إليه . فلها رأى جمالها أراد أن يأخذها لنفسه فلم تمكنه من ذلك ، فاحضر لها أمها لعلها تطيب قلبها ، ولكنها كانت تعزيها وتصبرها وتعضدها وتوصيها ألا تترك عريسها الحقيقي الرب يسوع المسيح ، وأن لا تدنس توليتها ، فلما علم بما فعلته أمها أمر بكسر أسنانها ، أما القديسة أربسيما فقد أعطاها الرب قوة فتغلبت على الوالي بان دفعته بقوة فسقط على ظهره ، وخرجت وتركته ملقى على الأرض مع أنه كان مشهورا في الحرب بالبطولة والشجاعة . فاعتراه الخزي إذ غلب من صبية عذراء وأمر بقطع رأسها فأتى الجند .وأوقفوها وقطعوا لسانها ، وأخرجوا عينيها ، وقطعوها أربا فلما استفاق الوالي ندم على قتل القديسة . وأمر بقتل بقية العذارى ، ففعل الجند كطلبه وسلخوا جلودهن ، ثم قطعوهن أربا ،وطرحوهن ، وكانت واحدة منهن مريضة راقدة في كوخ ، فصاحت في الجند أن يلحقوها بأخوتهن فقطعوا رأسها أيضا ونلن جميعهن إكليل الشهادة . وقتلوا أيضا من أتى في صحبتهن من رومية ، وبعد نياحتهن جن الوالي واحتار فيه الأطباء حتى أتاه القديس غريغوريوس أسقف أرمينية وصلى عليه فبرئ من دائه وأمن بالسيد المسيح وأخذ أجساد القديسات الطاهرات ووضعها في مكان مقدس . صلاتهن تكون معنا . ولربنا. المجد دائما أبديا آمين.
استشهاد القديسة فيبرونيا
St. Febronia of Nisibis
في الدير بنصيبين:
قيل أن برين Byrene قامت بتربية ابنة أختها فبرونيا (يُكْتَب أحيانًا خطأ بصيغة "فيرونيا"). كانت برين رئيسة دير للراهبات في نصيبين Nisibis (في آشور)(1). نمت فبرونيا جسديًّا وروحيًّا، وكانت لا تهتم بأمور العالم خارج الدير. لقد ركّزت فبرونيا على حياتها الروحية، ونموّها في الفضائل التي تُهيِّئها للتمتع بعريسها السماوي.
كانت خالتها برين(2) حازمة في تربيتها لابنة أختها، فدرّبتها حتى صارت تأكل مرة واحدة كل يومين، وترقد على لوح رفيع من الخشب. كانت فبرونيا تعشق الكتاب المقدس، أحبته فكانت تلهج فيه نهارًا وليلًا. صارت تقرأ الكتاب المقدس وتُفسِّره للراهبات مرة كل أسبوع، وكان كثير من النساء في المدينة يحضرن الاجتماع. كانت برين تطلب من فبرونيا أن تحجب وجهها حتى لا يراها النساء فينشغلن بجمالها، ولكي لا ترتبط هي بهن.
اضطهادها:
فجأة انتهت حياة الهدوء والسلام في الدير حين بدأ دقلديانوس Diocletian اضطهاده للمسيحيين، وفي نصيبين كانت الأوامر الإمبراطورية تُنفذ بكل وحشية بواسطة الوالي سيلينس Selenus. هرب الإكليروس مع الأسقف وتبعتهم كل الراهبات (حوالي خمسين راهبة) ماعدا برين وفبرونيا -التي كانت تمر بفترة نقاهة بعد مرض خطير- وطومايس Thomais زميلتها الراهبة والتي كتبت سيرتها بعد ذلك. وحين وصل جنود الوالي إلى الدير لم يهتموا بالقبض على الراهبتين المسنتين ولكن حملوا معهم فبرونيا(3).
في اليوم التالي اُحضِرت أمام سيلينس الذي طلب من ليسيماخُس Lysimachus ابن أخيه أن يحاكمها. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). وبدأ الشاب يفعل ذلك بكل احترام وبشيء من التردّد، إذ كان هو نفسه ابنًا لامرأة مسيحية وكان يشعر بالشفقة نحو فبرونيا. انفعل سيلينس بسبب تردّد الشاب في المحاكمة وفي لحظة انفعال عرض على فبرونيا التمتع بالحرية والثراء إذا تركت دينها وتزوجت من ليسيماخُس. أجابته القديسة أن لها كنزًا في السماء وثروة غير مصنوعة بيد إنسان، وأنها مخطوبة لعريس لا يموت. استشاط سيلينس غضبًا من إجابتها وأمر بربطها بين أربعة أعمدة وجلدها، ثم كسروا 17 من أسنانها وقطعوا ثدييها بالرغم من صرخات اعتراض الجموع التي ملأت مكان المحاكمة. وإذ رأوا بعد كل هذا التعذيب أنها لم تَمُت ألقوها أمام ثور فمزقها بقرونه(4)، وكان استشهادها حوالي سنة 304 م.
وبأمر من ليسيماخُس حُمِلت أشلاء فبرونيا وعملوا لها جنازة مهيبة، وكان استشهادها سببًا في إيمان الكثير من الوثنيين الذين طلبوا نوال المعمودية، ومن بينهم ليسيماخُس نفسه الذي صار راهبًا في زمن الإمبراطور قسطنطين.
العيد يوم 25 يونيو، وتعيد لها الكنيسة القبطية في اليوم الأول من أبيب.
_____
* المرجع Reference (الذي استخدمه كتاب "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية" للقمص تادرس يعقوب ملطي):
Butler, June 25.
* تم دَمْج مقال "الشهيدة أفرونيا" المذكور في الكتاب السابق مع مقال "الشهيدة فبرونيا" هذا لكونهما شخصًا واحدًا باختلاف فقط ترجمة الاسم وبعض تفاصيل القصة. وتم توضيح الاختلافات في الحواشي التالية..
(1) ذكر مقال "الشهيدة أفرونيا" السابق الذكر أنها عاشت في بلاد ما بين النهرين، أي الميصة Mopsuestia (وحاليًا يقع كلٍ من نصيبين والميصة في تركيا).
(2) تم ترجمة اسم الخالة "برين" في السنكسار وفي المرجع السابق إلى "أوريانة".
(3) ذُكِرت التفاصيل في المقال الآخر كالتالي: "اقتحم الجند الدير، وأمسكوا بالأم وأساءوا معاملتها جدًا. تقدمت أفرونية إليهم وكانت في العشرين من عمرها، وسألتهم أن يتركوا الأم العجوز ويمسكوا بها عوضًا عنها. ربطوها بالحبال وانطلقوا بها إلى الوالي والأم تتبعها. عرض عليها الوالي عبادة الأوثان مقدمًا لها الوعود الكثيرة، أما هي فاستهانت بكل وعوده. إذ لم يجد اللطف بدأ بالتهديد والعنف، فأمر بضربها بالعصى، والأم تصلي من أجلها لكي يهبها الله قوة وثباتًا. إذ أراد الوالي التنكيل بها أمر بتمزيق ثيابها... عندئذ لم تحتمل الأم أوريانة، فصرخت: "يشقك الرب أيها الوحش المفترس، لأنك تقصد التشهير بهذه الصبية اليتيمة". هكذا احتملت أن ترى ابنتها تتعذب لكنها لم تحتمل أن ترى ثوبها يُشق ويظهر جسدها! اغتاظ الوالي لما سمع كلمات الأم فأمر أن تعصر أفرونية في دولاب حديدي، ويمزق جسدها بأمشاط حتى يتهرأ. أما القديسة أفرونية فكانت تصلي إلى الرب كي يسندها في جهادها. إذ أصرَّت القديسة على اعترافها بالسيد المسيح أمر الوالي بقطع لسانها وتهشيم أسنانها، وكان الرب سندًا لها، يشفيها. أخيرًا أمر بقطع عنقها بالسيف، فنالت إكليل الاستشهاد حوالي عام 305 م. (الأدق هو 304 م. حسب المراجع)".
(4) هناك اختلافات بسيطة في القصة ما بين النسختان، ربما لأن أحدهما تعتمد على تفاصيل أكثر والأخرى مجرد قصة عامة، فاختلافات الأسماء أو الأماكن قد تكون بسبب الترجمة، أما طريقة الاستشهاد فربما تذكر قصة منهما تفاصيل عملية الاستشهاد وطريقته، والأخرى تذكر النهاية فقط.
0 التعليقات:
إرسال تعليق